السنوات اني ارنو
ما يهم بالنسبة إليها، هو القبض على هذا الامتداد الزمني الذي يشكله مرورها على الأرض في حقبة معينة.. القبض على هذا الزمن الذي عبرها، على هذا العالم الذي سجلت في دواخلها فقط من خلال العيش فيه. وقد خدمت شكل كتابها انطلاقاً من شعور آخر... ذلك الشعور الذي يغمرها وهي تحس أمام صورة ثابتة لإحدى الذكريات - وهي على سرير المستشفى مع أطفال آخرين خضعوا للعملية اللوزتين بعد الحرب، أو على متن حافلة تعبر باريس في تموز / يوليو 68 - إنها تنصهر في كلية مبهمة، تلتف، بفضل وعي نقدي، في أن تنتزع منها العناصر التي تشكلها، وحدا بعد الآخر.. الملابس، الأفعال الكلام، إلخ. هكذا تكبر تلك اللحظة الضئيلة من الماضي، وتفضي إلى أفق متحول وذي نبرة متجانسة في الآن نفسه. أفق يشمل سنة أو العديد من السنوات. فتستعيد برضا عميق بلمس الزنبق - لا تمنحه لها صورة الذكرى الشخصية لوحدها - نوعاً من الشعور الجماعي الرحب الفسيح يكون وعيها، بل كل كيانها عالقاً في ثناياه تماماً مثلما تشعر بنفسها، وهي وحيدة في سيارتها على الطريق السيار عالقة في الكلية المبهـمة العالم الحاف.