ملعون بالشهرة(مجلدين)
ملعونٌ بالشُهرةِ، مشهورٌ بالصمت. قد تكون هذه السيرة من بين أجمل السير التي يقرأها القارئ العربي في تاريخ كتب السيرة.
بين ضخامة هذا الكتاب وعدد صفحاته وحياة بطله المتقشفة الزاهدة، تتبدى مفارقة كبيرة: أن يُكتب كل هذا عن رجلٍ كان يؤمن بأن الصمت أصدق من الكلام.
يكتب المؤلف جيمس نولسون عن سيرة رجل ظن أن الانتظار بلا حدث هو جوهر الوجود، فكيف يسمح، رغم كل مخاوفه وقلقه، بأن تُروى حياته الخاصة؟ لقد وافق بيكيت على تأليف هذه السيرة بعد أن تفاقمت مخاوفه مما قد يُقال بعد رحيله، ومن التأويلات الحسنة والسيئة التي قد تطال مواقفه وأعماله ومحطات حياته.
ولهذا، جاءت هذه السيرة بمثابة زهرة نادرة تفتحت في صحراء الصمت. إن القراءة السطحية لبيكيت تجعلنا نعتقد أنه مجرد كاتب عبثي، مؤلف آخر في قائمة الكُتّاب الذين يكتبون بغموض ويشيرون إلى جراحنا ومآسينا ويقولون: هذا هو الإنسان! لكن هذه السيرة، بكل ما فيها من دقة وعمق، تكشف أن أدبه لم يكن إلا امتدادًا عضويًا لحياته،
وأن ما يبدو عبثًا، لم يكن إلا صدى لما عاشه حقًا. تصف بعض المراجعات هذا الكتاب بأنّه ((السيرة المسموح بها رسمياً)) لما فيها من تفاصيل دقيقة للغاية عن حياة بيكيت منذ الطفولة وحتى المقاومة الفرنسية