سباحة في بركة تحت المطر
“على مدى العقدين الماضيين، كنت وما زلت أدرّس فصلاً عن القصة القصيرة الروسية المترجمة في القرن التاسع عشر.
أدركتُ فجأةً أن بعضاً من أفضل لحظات حياتي، اللحظات التي شعرتُ فيها بأني أقدّم شيئاً ذا قيمةٍ للعالم، هي تلك التي قضيتها في تدريس فصل القصة الروسية.
إن القصص التي أدرّسها فيه تضيء حياتي دائماً، وأنا أعلم دائماً، وأنا أعمل، إنها توفر لي المقياس الذي أقيّس نفسي عليه (أرغب في أن تؤثر قصصي في الآخرين وتغيّرهم بقدر ما أثّرت القصص الروسية فيّ).
صارت تلك النصوص، بعد كل هذه الأعوام مثل أصدقاء قدامى، أقدّمهم كلّ عامٍ لأصدقاء جدد.
درّستُ فيها هذا الفصل إلى مجموعةٍ جيدةٍ من الكتاب الشباب الراغبين.
من هنا قررت أن أكتب هذا الكتاب لوضع بعض ما اكتشفته أنا وتلاميذي معاً عبر السنوات على هذا الفصل إليك.
بعد أن نقرأ كل قصةٍ، نسأل فيها لماذا أعتمدها قصةً جيّدة، وأوضح لماذا أعتمدها قصةً جيّدة، وأقدّم شرحاً تقييماً للسبب الذي يرينا كان ما دفعنا للشعور الذي شعرنا به، وكيف يعلّمنا خلالها أربعة أساتذة روس بعض الدروس في الكتابة، والقراءة، والحياة.
هذا إذن كتابٌ للمؤلفين، لكنه أيضاً، كتابٌ للقراء.
جورج سوند