في صحبة الكتب
أنا قارئ أنتمي إلى تلك الفئة من الناس الذين يقرأون في أي مكان وزمان، أحمل الكتاب معي أينما أذهب ويعرف أصدقائي أنني شخص موثوق عندما يحتاجون إلى ترشيح لكتاب يقرأونه، أو عندما لا يمكنهم تذكّر من هو مؤلف الكتاب الفلاني وكم طبعة صدرت له. إن حياتي العملية شديدة التداخل مع شغفي للقراءة لدرجة أنني لا أستطيع الفصل بين الإثنين؛ وشخصيتي هي نتاج الجمع بين كل شخصيات الكتب التي أحببتها وأصبحت جزءاً من ذاكرتي فإن لم أذهب إلى بطرسبورغ، لكتبتُ أبرز معالمها التي قرأتها فيها لدوستويفسكي وتولستوي ذات يوم، ولم أشاهد ماذا حدث لباريس أثناء الحرب العالمية الثانية، لتضوع صفحاته ليخبرني بكل التفاصيل. ولم أزر براغ، إلا أن ميلان كونديرا قدم لي وصفًا ممتعًا لما يدور في شوارعها، وأصبحت أعرف من خلال خبرتي في الكتب، إن الفقراء يعيشون أكثر من حياة.